العتــــــــــابـ

يقولون إن العتاب عنوان المحبة ... ودليل قاطع على أهمية الطرف الآخر ومكانته في القلب ... وتركه يعني اللامبالاة وعدم الاهتمام ... ولذلك قال أحد الحكماء " إن تركه استخفاف " ...
فالعتاب يجلو الشوائب عن قلوب الأحبة ويعيد لها صفاءها ... كما أنه من أجمل الطرق للارتقاء بتصرفاتنا وتصحيح عثراتنا بطريقة لطيفة وأدب جم ... على أيدي أولئك الذين لا يحملون لنا في قلوبهم إلا كل الحب ... ومن أجل ذلك تعال نتعاتب ...



أخي الحبيب

لماذا أصبحت تفرح بسقطاتي وتتبع عثراتي وتعد ألفاظي بل وتحسب عليّ أنفاسي .... أنسيت أنني بشر وإنني أخطي وأصيب وأن لي نفس تغضب وترضى ... وأنا لا أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ومع ذلك كله فإني في جهاد معها ... فأقل على أخي الحبيب ...

هبني أساءت كما زعمـت ××× فأين عاطفة الأخــــــوة
أو إن أخطأت كما ذكرت ××× فأين عفوك والمــــروة

ولا تنسي أخي الحبيب أنك أنا ... وأنا أنت ... فأحب لي ... ما تحب لنفسك




أخي وعزيزي تعال نتعاتب ...
فلا ينبغي لك أن تسيء الظن بالآخرين بما ترى من تصرفاتهم أو تسمع من أقوالهم أو تعتقد صدودا أو إعراضا منهم لمجرد الظن فليس هذا عدلاً ... ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : " التمس لأخيك سبعين عذراً " ...
ربما خفيت عليك الحقيقة ولربما أرادوا أو قصدوا أمراً آخر ولربما أن ذلك الفعل أو الكلام لا مقصود له ... ولو أنك ناقشت هؤلاء لتبين لك خلاف ما تظن فالناس بشر يحصل لهم الخطأ والسهو والغفلة فلا تدخل في مقاصد الناس ونياتهم فإني أراك أكثرت رعاك الله بمثل هذا ... واحمل الناس على محمل خير ليستريح قلبك من الهموم وأن لم تفعل فإني لن أتركك لأنك أخي وصديقي وسيأتي اليوم الذي أكتب لك فيه ...



صحائف عندي للعتاب طويتها ××× ستنشر يوماً والعتاب يطول
عتاب لعمري لا بنان يخطـــه ××× ولكن يؤديه إليك رســـــول